الحلول المائية في سياقات الشرق الأوسط
ويتمثل أحد التحديات الرئيسية التي تواجه القطاع الزراعي في العالم في إنتاج المحاصيل والماشية في خطر تغير المناخ العالمي الذي يؤدي إلى وجود أراضي قاحلة وصحراوية في بعض مناطق العالم. وتعتبر المنطقة صحراء عندما تكون فترة هطول الأمطار منخفضة أقل من 10 بوصات في منطقة جغرافية معينة بسبب النقص المطول في إمدادات المياه. و تشهد الأنشطة الزراعية في إنتاج المحاصيل لل بشر و إمدادات العلف من مخلفات المحاصيل لتربية الماشية تراجعا في حالة إنتاج المحاصيل.
وعلى الرغم من أن أجزاء الشرق الأوسط من العالم قد تكون مهد ممتاز للزراعة، فإن المنطقة ليست صديقة بما فيه الكفاية لزراعة المحاصيل. إن أكثر من ثلثي المنطقة صحراء وعرة، كما أن إنتاج ما يكفي من الغذاء للسكان المتسارعين النمو هو أحد أصعب التحديات التي تواجهها البلدان العربية. ارتفع عدد سكان الشرق الأوسط من 92 مليون نسمة إلى أكثر من 350 مليون نسمة في الفترة ما بين 1950 وعام 2000 مع زيادة 411 مليون نسمة في عام 2016 بنحو 3% سنوياً مع زيادة الحاجة إلى الإنتاج الغذائي.
وقد خلقت مشكلة إمدادات المياه في حالات التعدي الصحراوي صعوبات أمام مزارعي المحاصيل و الماشية في التنبؤ بدقة بتواتر و كمية الأمطار على مدار السنة. و يتعين على المزارعين أن يكونوا أكثر و عيا بالحاجة إلى حفظ المياه لاستخدامها في المستقبل. و ثمة طريقة أكثر استدامة لحفظ المياه لمنتجي المحاصيل و العلف الحيوانية من أجل زيادة النمو و الغلة في مقاومة الجفاف الصحراوي هي الزراعة المائية و الأحياء المائية.
توصف الزراعة المائية بأنها مفهوم زراعة النباتات مع المغذيات والمياه في وسط بدون تربة، في حين يمكن دمجها مع تربية الأسماك والحيوانات المائية الأخرى المعروفة باسم الأحياء المائية. ولوضع تصور للزراعة المائية الفوائد التالية:
زيادة كفاءة المياه
وتأخذ الطريقة التقليدية لزراعة المحاصيل من خلال التربة في الاعتبار استخدام الري الاصطناعي في غياب هطول الأمطار. يتم تطبيق الكثير من الماء على التربة لضمان تسلل جيد لامتصاص من قبل جذر النبات. والعيب الكبير هو أن نسبة صغيرة فقط من المياه الإجمالية يستخدم من قبل المصنع. وتترك الزراعة المائية التربة وراءها وتركز على النبات لحل الهدر المائي باستخدام خزان المغذيات المعاد تدويره.
النتائج المائية في التحكم بشكل أفضل
و يسمح إدخال تطبيق الزراعة المائية في المناطق الصحراوية بتحسين السيطرة على الطقس و المناخ. تعطي الحاويات المائية والدفيئات الزراعية تحكمًا ممتازًا على البيئة المتنامية حيث يمكن التلاعب بالحرارة والرطوبة وكثافة الضوء. تمكن هذه السيطرة من زراعة العديد من الخضروات خلال السنة والموسم مع تباعد قليل من الولادات في غضون فترة قصيرة.
نباتات صحية وتهديدات أقل
تميل النباتات المزروعة في المناخ الجاف إلى الظهور بالذبول والأرجح أن تكون موبوءة بالحشرات والفطريات والأمراض. وبالتالي، يتم رفع المحاصيل المزروعة بالزراعة المائية فوق سطح الأرض ويتم منعها من العدوى بواسطة مسببات الأمراض المنقولة بالتربة كما هو موجود في الطريقة التقليدية لزراعة التربة.
وفي الختام، ينبغي أن يكون لدى بلدان المناخات المناخية في الشرق الأوسط اهتمام كبير بتطوير المزارع المائية، وزراعة النباتات في محلول مياه غني بالمغذيات ووسط بدون تربة. وعلاوة على ذلك، فإن هذه التكنولوجيا الزراعية، بسبب قدرتها الاقتصادية على البقاء كحل ممكن للجفاف وعدم إمكانية الحصول على المياه الكافية، تحل العديد من الصعوبات التي تحول دون النمو على مدار السنة.